مع تعدّد الإصدارات والأنظمة الأساسية (سطح المكتب والجوال والأجهزة اللوحية) وأنظمة التشغيل، فإن اختبار تطبيق من المفترض أن يتم تشغيله في المتصفح ليس بالأمر السهل. في هذا المقال اقتراح لكيفية تحديد مجموعة المتصفحات التي سيتم استخدامها أثناء أنشطة اختبار البرنامج خصوصًا أن فريق الاختبار دائمًا ما يكون مقيّدًا بالوقت والموارد (resources) أثناء أنشطة الاختبار.

يمكن أن تتغيّر ميزات عرض الصفحات من متصفح إلى متصفح آخر. هذا لايسمح بالاعتماد بشكل كامل على أتمتة الاختبارات (test automation) والتخلّص من الحاجة إلى التحقق يدويًا من كيفية ظهور تطبيقك في بيئات مختلفة. في هذه الحالة، الاختبار اليدوي أمر لا بد منه.

كيف نختار المتصفح الصحيح؟

هناك طرق مختلفة لعملية تحديد المتصفحات. يمكنك الاعتماد على إحصائيات استخدام المتصفح بين جمهورك المستهدف لتحديد أي منها ينبغي أن تُدرِج في قائمتك. إنه يضمن حصول المستخدمين لديك على التجربة المتوقّعة من خلال استخدام تطبيق الويب الخاص بك. طريقة أخرى لتحديد المتصفحات تهدف إلى إيجاد الأخطاء وتعني الاختبار على المتصفحات التي تسبّب أكبر عدد من المشاكل مثل متصفح أندرويد الأصلي. رغم أن مثل هذه المتصفحات لايتم استخدامها على نطاق واسع إلا أنها توفر لك فهم كيفية سلوك تطبيقك في سيناريوهات الاستخدام المختلفة وماهي مشكلات واجهة المستخدم الرسومية التي يمكنك مواجهتها. لذلك يجب عليك تحديد أهداف عملية الاختبار بوضوح قبل البدء. إذا كنت ترغب في ضمان تجربة مستخدم أفضل لغالبية جمهورك، فركز على أكثر المتصفحات المستخدمة. إذا كان هدفك هو العثور على أكبر قدر ممكن من الأخطاء ومواطن الخلل، فيجب أن يكون المتصفح الأكثر إشكالية هو هدفك.

يمكن الجمع مابين الطريقتين السابقتين من خلال طريقة ثالثة وهي تشغيل التطبيق الخاص بك على أكثر المتصفحات شيوعًا على جهاز تطوير للحصول على فكرة عامة عن مكان وجود الأخطاء. بعد ذلك، يمكنك إجراء اختبار يدوي للتطبيق على المتصفحات التي تنطوي على مشاكل مما سيسمح بإظهار أكبر قدر من الأخطاء. ثم تتمثل الخطوة الأخيرة في التحقق من أكثر المتصفحات شيوعًا والتي تتيح ضمان حصول غالبية جمهورك على تجربة المستخدم المتوقعة.

جمع المعلومات المطلوبة

قبل البدء في أنشطة اختبار البرامج، يجب أن تتعلم عادات المستخدمين لديك. إذا كان التطبيق يوفر خدمات متعلقة بموقع جغرافي معين فابحث عن إحصاءات الجمهور لهذه المنطقة. ما هي المتصفحات الأكثر شيوعا؟ ما هي المتصفحات التي بالكاد تستخدم ويمكن إزالتها من القائمة؟ يمكن جمع هذه البيانات عبر Google Analytics أو أي خدمة أخرى مماثلة. اجعل البيانات المجمّعة أكثر قابلية للقراءة وسهلة الفهم و قم بإنشاء جدول يوضح نتائج البحث الخاص بك.

أولويات المتصفحات

بعد الانتهاء من عمل قائمة المتصفحات المستهدفة، يمكنك متابعة تحديد الأولويات. يجب اختبار التطبيق أولاً على المتصفحات ذات المخاطر العالية. عندما تقوم بإصلاح خطأ معين يرتبط بمتصفح معين فأنت تريد أن تتأكد من أن التغييرات التي تجلبها إلى الكود لن تسبب أخطاء جديدة في حالة المتصفحات الأخرى. لتجنب مثل هذا الموقف، يمكنك إنشاء تقدير للمتصفحات وفقًا لاحتمالية حدوث مشكلات. تتمثل الفكرة الأساسية وراء هذا النهج في أنه عند اختبار متصفح منخفض المخاطر أولاً والعثور على بعض الأخطاء وإصلاحها، يكون احتمال ظهور أخطاء جديدة في متصفح شديد المخاطر كبيرًا للغاية. لذا يجب عليك إعادة الفحص مرارًا وتكرارًا. ولكن إذا بدأت مع المتصفح عالي المخاطر والعثور على خطأ وإصلاحه فليس هناك الكثير من الفرص التي سيتأثرفيها المتصفح منخفض المخاطر. بالتالي لن تكون هناك حاجة للقفز ذهابًا وإيابًا بين المتصفحات وإجراء عملية التحقق نفسها مرارًا وتكرارًا.

أخيرًا يجب أن نأخذ في الاعتبار النسبة المئوية للمستخدمين الذين يستخدمون متصفح معين وسهولة الترقية وما إذا كان المتصفح هو الافتراضي لنظام التشغيل أم لا. إذا كان الاستخدام الكلي للمتصفح أقل من 0.05٪ فستُهدَر جهود الاختبار. إذا كان الاستخدام الكلي أكبر من 10 ٪ فيجب أن يحصل المتصفح على أولوية قصوى. إذا كان هذا المؤشر أكثر من 2 ٪ فتكون الأولوية متوسطة. يجب أن تحصل المتصفحات الافتراضية لأنظمة التشغيل على الأولوية الوسطى إذا كان استخدامها الكلي أعلى من 0.5٪ أو إذا كان أحدث إصدار من المتصفح. في الحالات الأخرى، يجب أن يحصل هذا المتصفح على أقل أولوية.

بالتوفيق للجميع…

* المصدر: https://www.softwaretestingmagazine.com/knowledge/a-strategy-for-browser-compatibility-testing

** الصورة من موقع: https://blog.testproject.io/2016/04/17/compatibility-testing-browserstack-and-selenium